إنفراد هام: فلوس مصر المسروقة تستخدم في إفساد الحياة السياسية .. القضية ليست فقط في تزوير الانتخابات ولكن مطلوب محاسبة الفاسدين المفسدين الذين يستعينون بالشركات الأمريكية لعمل شو سياسي لا يمكنه إخفاء عورات النظام

أرسل لنا أحد القراء الكرام برابط لموقع من المواقع التي ترصد وتتعقب التمويل الأجنبي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القضية التي تكتسي أهمية كبرى عندهم، وخاصة في تمويل الدعاية الانتخابية الرئاسية أو لمجالس الكونجرس، وهي تلزم كل مسئول أو شركة تتعامل مع الخارج أن تعلن عن هذا التعامل لمنع أي تأثير أجنبي مباشر أو مقنع على السياسة الأمريكية الداخلية، وبالتالي فكل البيانات المتعلقة بالإنفاق الأجنبي في الولايات المتحدة يجري إعلانها وكشفها للعامة وهي متاحة على شبكة الانترنت، ومن بينها الأموال التي تنفقها الحكومات الأجنبيةـ ومنها الحكومة المصرية على بعض الأنشطة الحكومية.

ولكن لفت انتباهنا المبالغ التي أنفقها رجل الأعمال والنائب ورئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب ومسئول التنظيم في الحزب الوطني المهندس أحمد عز ، وهي مبلغ 62 ألف وخمسمائة دولار أمريكي في 9 أكتوبر 2007، ثم مبلغ آخر بنفس القيمة في 19 نوفمبر 2007 بإجمالي 125 ألف دولار أمريكي وهي مستحقات لإحدى الشركات الأمريكية وتتعلق باستخدام خدمات الشركة في الإعداد لمؤتمر الحزب الوطني العام التاسع والذي عقد في نوفمبر 2007.

بالإضافة إلى مبلغ وقدره 79.463 ألف دولار أمريكية لتمويل رحلة لوفد أمريكي لمصر في الفترة من 27 أكتوبر 2008 إلى 7 نوفمبر 2008.
طبعا رحلة لمن؟ لا نعرف!!!

هذه الأموال من جيب السيد أحمد عز .. هذا الجيب المفتوح من الناحية الأخرى على جيوب الحكومة وأصولها التي اشترى منها السيد أحمد عز مصانع الحديد بأقل من قيمتها، وتمكن من خلال ذلك من تحقيق ثروات ضخمة جعلته واحد من أغنياء العالم في سنوات معدودة، والرجل ينفع ويستنفع، وأمواله جاهزة لتمويل كل المشروعات المشبوهة التي لا يمكن أن تسجل في الدفاتر، أو ترصد في الميزانيات الرسمية سواء للحزب الوطني الذي كرس الفساد السياسي والمالي في مصر، أو لميزانية الدولة.

هل كنا محتاجين لنقرأ خبر فساد ساسة الحزب الوطني في موقع مؤسسة ضوء الشمس الأمريكي لتعقب التمويل الأجنبي (SunlightFoundation.com)
بالتأكيد لأنه في ظل الفساد والتزوير واغتصاب السلطة لا يمكن أن تكون هناك شفافية ولا تكافؤ للفرص بين المواطنين، وفي ظل تكالب الفساد على السلطة وتحالف السلطة مع الفساد، أنتج هذه العمليات من التمويل الأسود وغسيل الأموال القذرة التي تمر من خلال الحزب الوطني.
وألف باء سياسة في كل العالم هي الشفافية السياسية في مصادر التمويل والإنفاق، أما ما يحدث الآن فلا ينتج إلا هذا المستنقع من الفساد الذي تعيشه مصر حاليا في ظل وجود فريق الفساد الذي جمع الثروات الحرام ويوظفها الآن لتمويل مشروع التوريث ويوظف شركات أمريكية وخلافه لتحقيق عمليات سياسية سينمائية لاغتصاب السلطة وتكريس تسلط هذه العصابة على حكم مصر، والقضية هنا ليست في مراقبة الانتخابات، بل في وجود تشريعات قوية تحافظ على نظافة العملية السياسية.
--------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]