تصرفات تزعج الآخرين منك إلكترونياً... تعرف عليها كي لا تصبح ثقيلا

في هذا العالم المليء بأدوات التواصل التي أوجدتها التقنيات الحديثة، تقع الكثير من الإزعاجات والمشكلات التي لا يستطيع أي طرف ملاحظتها في الطرف الآخر، ذلك أن غالبية هذه التقنيات ألغت التواصل المباشر (وجهاً لوجه) واستبدلتها بطرق تحتم على المستخدمين التواصل دون مشاهدة.
ولا بد أنك تضايقت يوماً من تصرفات بعض المتصلين بك، أو بعض المتواصلين معك عبر البريد أو الماسنجر أو السكاي بي أو غيرها.. فما هي أكثر ما يزعج الآخرين عبر هذه الوسائل؟!

الاستخدام المفرط لبعض مزايا برامج المحادثة:
الرسائل الدعائية الآتية عبر البريد الإلكتروني واحدة من أهم الأمور التي تزعج العديد من المستخدمين إلا أنها ليست الوحيدة، فإشارات التنبيه بالاهتزاز بين الحين والآخر وبشكل متكرر دون مراعاة ظروف المستخدم من قبل مستخدم على الجانب الآخر أيضاً يسبب إزعاج، بالإضافة إلى قطع المحادثة حيناً عبر الماسنجر من قبل المستخدم للرد على مستخدم آخر، وكذلك الاستخدام المفرط للأشكال والصور والرموز أثناء المحادثة والتي قد لا تكون معرفة لدى جهازك فتأتي برموز غير مفهومة ترهقك في فك رموزها، أيضاً تطفل أحد المستخدمين عليك بالدردشة غير المفيدة بمواضيع تافهة يراد منها إضاعة الوقت فقط، واستخدام الكاميرا على الدوام أثناء المحادثات عبر برامج الشات وغيرها ما يقتل الخصوصية لديك.

الرسائل الدعائية المزعجة:
تؤكد نور عبد الهادي (٢٥ عاماًّ) والتي تعمل بإحدى المؤسسات الأهلية بقطاع غزة، أن الرسائل الدعائية التي تأتيها عبر البريد الإلكتروني الخاص بها تسبب مصدر إزعاج لها، خاصة وأنها كثيرة، وتأخذ حيزاً كبيراً من مساحة بريدها الخاص، ما يضطرها يومياً لإفراغ تلك الرسائل في ظل عدم وجود آلية لحجبها عن بريدها. تقول : "أحياناً يرسل لي بعض الزملاء في العمل أوراق هامة عبر البريد الإلكتروني لكني لا أستطيع الوصول إليها، وأحياناً تكون مساحة البريد لا تسمح باستقبال الملفات وأوراق العمل".
فيما يلفت أحد المهنيين بمركز الوفاء للإنترنت، إلى أن أكثر ما يزعجه من الآخرين أثناء استخدامه للكمبيوتر والإنترنت قطع أحدهم له أثناء قيامه بمهمة على أحد الأجهزة، خاصة عملية البرمجة التي تتطلب تركيزاً وعدم الحياد عن الجهاز إلا حين الانتهاء منها، يقول:"على الرغم من أن صيانة الأجهزة من صميم عملي إلا أنها تعد عبئاً على صدري" وبشيء من التوضيح يشير إلى أن "المستخدم إذا ما واجه أي أمر يبدأ بالصراخ ولا يكف عنه إلا إذا أتاه راكضاً" ويضيف أنه في ذلك الوقت لا يملك إلا تلبية النداء بدلاً من تطور المشكلة في الجهاز، لكن ما يزيد ألمه أنه حين يعود للجهاز الأول يجد أن ما أصلحه قد فسد، وعليه إعادته مجدداً.

إشارات التنبيه مصدر إزعاج:
من جهتها، تشير حنان مصطفى (جامعية) إلى أن أكثر ما يزعجها من قبل المستخدمين الآخرين للإنترنت خاصة الماسنجر تطفل الآخرين عليها وعدم احترامهم للحالة التي تبديها على شاشة الماسنجر، مؤكدة أنها تضع علامة مشغول كي لا يزعجها أحد خاصة أثناء عملها على الكمبيوتر في مجال الطباعة، ورغم ذلك تجد كثير من المتطفلين يعمدون إلى إرسال إشارات التنبيه كل حين، وأحياناً أخرى بعض الرموز والصور الموجودة بالماسنجر، تقول: "عندها لا أملك إلا أن أغلق نافذة الماسنجر وإن اضطررت لها أضع خاصية الظهور دون اتصال".
ويرى أبو أسامة أن إرسال الملفات من قبل مستخدمين آخرين له قبل استئذانه يزعجه كثيراً ويجعله لا يقبل إحداها خشية أن تحمل فيروسات تأتي على جهازه، داعياً المستخدمين إلى عدم استخدام هذه الخاصية إلا فيما هو نافع.

الكاميرا أيضاً تزعج:
وتشير سماح (٢٩ عاماً) أن فتح الطرف الآخر للكاميرا على الدوام يزعجها كثيراً أثناء استخدامها للماسنجر، فذلك يشعرها بعدم الخصوصية، لافتة إلى أنها فقط تقوم بقبول دعوة فتح الكاميرا مع شقيقتها التي تعيش خارج البلاد، أما دون ذلك فلا يمكنها استخدام الكاميرا. وتضيف أثناء المحادثة على الماسنجر تجد العديد من الدعوات لفتح الكاميرا من قبل قائمة المتصلين لديها إلا أنها تعمد إلى رفضها وذلك يسبب لها أحياناً إحراج مع الآخرين، وتستطرد أن الكاميرا مجرد واحدة من المنغصات التي تتعرض لها، يضاف إليها قطع الحديث الشخصي أحياناً مع آخرين يصرون على الحديث معها. وتقول: إن أبديت تجاهلاً يكيلون لي بمكاييل التعالي والتكبر وغيرها من الصفات المذمومة ما يزيد من إزعاجي وأعمد إلى إغلاق الكمبيوتر كلياً.

المزعجون إلكترونياً:
لا تتوقف معاناة المتصفحين للإنترنت والمستخدمين لبرامجه، فكما أن هناك من يسيئون استخدام آلة التنبيه على الطرق ووسط المناطق السكنية، فهناك من يستخدم نفس الطريقة أثناء التحدث معك على برامج المحادثة والشات.
يقول محمد حسن (من القاهرة): إنه يحاول التقليل من استخدام برامج الشات وإذا أستخدمه فإنه يضطر للدخول "أوف لاين" لكثرة المزعجين الذين يزعجونه أثناء المحادثة بسبب وبغير سبب.
ويضيف، قمت بعمل حظر على بعض الأصدقاء المتطفلين، فحاصروني باتصالاتهم التليفونية فقلت: إزعاجهم لي في الماسنجر أهون بكثير من إزعاج المكالمات التليفونية.
ويلفت محمد النظر إلى أهمية أن يخفف الإنسان من البرامج التي تأكل وقته، خاصة إذا كان ضمن أصدقاءك بعض المتطفلين الذين يسيئون استخدام هذه البرامج.
وينهي محمد كلامه، بأنه كثيراً ما يستخدم برامج الشات في تسهيل عمله الإعلامي، لذلك فهو يقوم بالدخول على الماسنجر عبر تليفونه أثناء المواصلات وفي المنزل، وبذلك يحدد الوقت الذي يدخل فيه دون إطالة.
يتجاهلوني ولا يقبلون أن اتجاهلهم:
من جهته يقول طارق الصاوي: إن هناك الكثيرين من المستخدمين للإنترنت أقل ما يقال عنهم أنهم "مزعجون" حيث يقومون بالإفراط الشديد في إرسال الإيميلات؛ وأفاجئ عند تصفحي للإميل الشخصي بعشرات وحتى مئات الرسائل، وأغلب هذه الرسائل يتم إرسالها لنا عبر خيار (إعادة التوجيه) أو الفوروورد، لجميع القائمة التي لديه.
وفي المقابل كما يقوم طارق، هناك بعض الأصدقاء الذين لا يقومون بالتفاعل معك، فيتجاهلون رسائلك رغم أهميتها، مما يضطرك لإرسال إيميل تنبيه آخر من أجل تحفيزهم للرد على الرسائل المرسلة.
ويطالب بترشيد استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل المستخدمين لأن مضارها كثيرة، فهي تقتل الوقت وتبتلعه، ولا تترك فرصة للاستخدام الأمثل.