LOVERS SINAI المدير العام
عدد المساهمات : 2417 نقاط : 180037 تاريخ التسجيل : 09/08/2010 الموقع : أم الدنيا
| موضوع: كيف تميز بين الجدية المفرطة والجدية المطلوبة؟ الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:05 pm | |
| كيف تميز بين الجدية المفرطة والجدية المطلوبة؟
من المهم أن تكون جاداً في حياتك, فمن دون بذل الجهود اللازمة لا يمكنك تحقيق طموحاتك, ولكن لا يجوز أن تكون جديتك أكثر من اللازم, فالجدية للحياة مثل الماء للزراعة, إذا زادت عن المقدار الطبيعي أفسدت الحياة. تسأل كيف أميز بين الجدية المطلوبة, والأخرى الزائدة عن اللزوم؟ والجواب: إذا رأيت أنك تعامل كل شيء بالجدية, حتى كأن الحياة يجب أن تؤخذ في كل تفاصيلها بحزم لا لين معه فهذه جدية مفرطة. إن البعض يشعر بالضيق إذا تأخر أحد عن موعده معه ربع ساعة, ويثور إذا توقفت سيارته في الزحام خمس دقائق, ويتوتر إذا ارتكب خطأ بسيطاً. هذه الامور تؤدي بالمرء الى فقدان التمتع بالحياة, وتسلبه النظرة السليمة الى الامور. إن المطلوب هو أن نأخذ جد الحياة بجد, وهزلها بالهزل, وما هو بين بين, بطريقة بين ولعل أساس شعورنا بالتوتر والضيق يكمن في رغبتنا أن لا تختلف عما نتوقعه, وكأن الحياة هي قالب خاص لكل واحد منا, بينما الحياة تمضي بالطريقة التي أرادها الله لها, ولها معاييرها, وسجيتها, وطريقتها, ومن أراد التعامل الصحيح معها فإن عليه أن يتأقلم معها, لا أن يتوقع أن تتأقلم هي معه. وببساطة فإن بعض الضيق أو التوتر الذي نواجهه هو من صنع أيدينا, فنحن نضع تصورات معينة للحياة, وحينما لا تتوافق الظروف مع تلك التصورات, تتحول الظروف الى صعوبات تواجهنا. ولكي نعالج مشكلة الجدية المفرطة, فلا بد أولاً من الاعتراف بوجود مشكلة من هذا النوع في حياتنا, وأن نقرر ثانياً تغيير طريقتنا في الحياة, وأن نحاول مسايرة الأمور كما هي. والتعامل مع الاشخاص كما هم, وليس كما نريد نحن. والخطوة الاهم تتمثل في تخفيض مستوى التوقعات, فإذا شعرت بالضيق في المرة القادمة لأن الأمور ليست على ما يرام - كما تعتقد - فحاول أن تتحرر من من توقعاتك, وتخفف من جديتك. ويقترح بعض الخبراء هنا أن تقضي يوماً واحداً من دون توقعات مسبقة, فمنذ الصباح لا تتوقع في ذلك اليوم أن يحترمك الناس, وأن يتعاملوا معك بود كبير, ولا تتوقع أن تنجز كل ما خططت لانجازه, ولا أن تكسب لذة إضافية, وحتى ما يجب عليك أن تقوم به, أنجزه بروح جذلة, فبدل أن تحارب الحياة, أرحل معها في رحلة. ومع التمرين سوف تخفف الجدية التي تنهش وجودك. وهنا لا بد من التذكير بأن "السعادة" من الامور التي يمكن, ويجب التخطيط لها. والذين لا يخططون لسعادتهم يؤجلون السعادة بقصد أو بغير قصد ولكنهم دائماً يحاولون إقناع أنفسهم أنهم سوف يكونون سعداء ذات يوم. فمثلاً, البعض منا يقول: إنهم سوف يصبحون سعداء عندما يدفعون فواتيرهم, أو عندما ينهون دراستهم, أو عند حصولهم على وظيفة أو ترقية. ويقنعون أنفسهم أن الحياة سوف تكون أفضل عندما يتزوجون ويصبح لديهم أطفال, وبعد ذلك يحزنون هؤلاء لأن أطفالهم لم يكبروا بعد, ويقولون: إنهم سوف يصبحون سعداء عندما يكبر هؤلاء الأطفال. وبعد ذلك يصاب هؤلاء بالاحباط عندما يكبر أولادهم ويصبحون مراهقين ولا يعرفون كيف يتعاملون معهم, وبالطبع سوف يسعدوا عندما يمرون من | |
|