منتديات محبى سيناء
الصحراء هي من ذهب اليها ذلك الطفل اليتيم الذي اعطى للحياة معنى وقيمة
الصحراء من حضنت نبي الامة محمد عندما كان في احضان السيددة حليمة السعدية فهنيئا لك ايتها.الصحراء يكفيك فخرا ان رمالك كانت تطبع اثار اقدام خير خلق الله ...... استنشق هواءها النقي .. وهناك راى الكل كيف يشع النور من الوجه البرئ .. وجه اجمل طفل منذ ان خلق الله البرية
الصحراء حب يسكن عروق اهلها ....... وماذا يعرف البعيد عنها من اسرار هذا الحب
يشرفنا ترحيبك ويسرنا انضمامك لنا,,,,,,,
فضلا وليس أمراً اضغط دخول إذا كنت مسجل أو اضغط تسجيل إذا كنت غير مسجل ,,اما اذا كنت تريد التصفح فاضغط إخفاء ......

منتديات محبى سيناء
الصحراء هي من ذهب اليها ذلك الطفل اليتيم الذي اعطى للحياة معنى وقيمة
الصحراء من حضنت نبي الامة محمد عندما كان في احضان السيددة حليمة السعدية فهنيئا لك ايتها.الصحراء يكفيك فخرا ان رمالك كانت تطبع اثار اقدام خير خلق الله ...... استنشق هواءها النقي .. وهناك راى الكل كيف يشع النور من الوجه البرئ .. وجه اجمل طفل منذ ان خلق الله البرية
الصحراء حب يسكن عروق اهلها ....... وماذا يعرف البعيد عنها من اسرار هذا الحب
يشرفنا ترحيبك ويسرنا انضمامك لنا,,,,,,,
فضلا وليس أمراً اضغط دخول إذا كنت مسجل أو اضغط تسجيل إذا كنت غير مسجل ,,اما اذا كنت تريد التصفح فاضغط إخفاء ......

منتديات محبى سيناء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات محبى سيناء


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
حتى نتسم عبير الحريه***حتى لا يصبح الوطن فى مهب الريح***حتى لا ندع قراراتنا فى يد من باعو الوطن وسرقوا مقدراته حتى لا تكون سلبيا شارك فى الانتخابات وأدلى بصوتك لمن يستحق
إداره منتديات محبى سيناء ترحب بكل زوارها الكرام وتتمنى ان ينال الموقع اعجابهم وكل عام وانتم بخير............
تشكر إداره المنتدى الأخ الغالى محمد جعفر على مجهوداته المتواصله فى سبيل الرقى بمنتدانا
يسر إداره منتديات محبى سيناء اعلان العضوه غزل نائب مدير الموقع ولها كافه الصلاحيات مع تمنياتناً بالمزيد من التقدم والتواصل البناء الهادف..........

 

 وثائق وأصول مدن !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
LOVERS SINAI
المدير العام
المدير العام
LOVERS SINAI


عدد المساهمات : 2417
نقاط : 179842
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
الموقع : أم الدنيا

وثائق وأصول مدن ! Empty
مُساهمةموضوع: وثائق وأصول مدن !   وثائق وأصول مدن ! I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 23, 2010 12:05 pm

.د.ابراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل
كلمة:

ليس من مهمات هذا البحث ، الرد على أولئك الذين باتوا ينكرون القومية العربية ، بقدر ما هو محاولة لابراز حقيقة تاريخية تتعلق بالطبيعة العربية الإسلامية للموصل كمدينة ، وكإقليم حضاري ، كان له دوره التاريخي الفاعل عبر عصور سحيقة في القدم (1) . والانتماء القومي العربي الذي نقصده لا يرتبط بالأسس العرقية وإنما بالأسس الثقافية ، وبالمعنى الذي أشار إليه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : (( ليست العربية بأحدكم من أب ولا أم ، وإنما هي باللسان ، فمن تكلم العربية فهو عربي )) . وتفسير الحديث الشريف أن بودقة العروبة الصاهرة هي اللسان العربي ، فمن أتخذه لساناً له ، وشعر أنه جزء من الأمة التي تنطق به ، فهو عربي مهما اختلفت الأصول التي تحدر عنها . ومما يزيد هذا التفسير تأكيداً وقوة أن لفظ عربي وردت في القران الكريم في آيات عديدة ، قرينة اللسان العربي من ذلك آية ( 16 ) في سورة النحل (( وهذا لسان عربي مبين )) ، وآية (12) في سورة يوسف (( إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون )) ، وفي آية (13) في سورة الزمر

(( قراناً عربياً غير ذي عوج لعلكم تعقلون ))، وواضح كل الوضوح من هذه الآيات الكريمات أن كلمة عربي أتصلت أولاً وقبل كل شئ باللغة العربية ، وليس فيها أي إشارة إلى جنس أو عرق ، وفي هذا دليل قاطع على أمرين أولهما أن العروبة تقوم أول ما تقوم ، على أساس من اللغة العربية . وثانيهما أن من أحب العرب أحب الإسلام ومن بغض العرب بغض الإسلام(2) .

أولاً: مرحلة ما قبل الإسلام

كانت منطقة الموصل منذ عصور ما قبل التاريخ ، موطن عطاء حضاري متقدم ، ومما ساعد على ذلك موقع الموصل الجغرافي ، وخصوبة أرضها ، وجودة مناخها ، ولوجود نهر دجلة ، فضلاً عن غناها وقدراتها في تقديم الكثير من المنجزات الحضارية وخاصة فيما يتعلق باكتشاف الزراعة ونشوء القرى والمدن والقصبات (3) .اقترنت الموصل كمدينة، بنينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية ( 2000ق.م – 612 ق.م ) .وكما تشير الدراسات التاريخية المتداولة ، فأن الأقوام الجزرية السامية كم سُميت خطأً من قبل العلم النمساوي شلوستر ) ، التي انطلقت من الجزيرة العربية ، خلال فترات مختلفة من التاريخ ، قد وجدت طريقها إلى الموصل ، وان منطقة الموصل كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام بخصوبتها ، وطيب مناخها ، فكانوا يسمونها ( باعربايا ) أي بلاد العرب (4) . ويذكر أبن الفقيه رواية للأصمعي تقول : (( كانت قريش تسأل في الجاهلية عن خصب باعربايا وهي الموصل لقدرها عندهم … )) (5).

ولقد وقر في ذهن العرب ، أن نينوى هي قرية النبي يونس عليه السلام ، والني يونس عليه السلام ، نبي من أهل القرن الثامن قبل الميلاد . وقد وردت قصته في العهد القديم بأسم يونان بن امتاي ، كما ورد ذكر النبي يونس عليه السلام في القران الكريم بأسم يونس وذي النون أي صاحب الحوت في ست سور هي ( يونس، الأنبياء ، الصافات ، الأنعام ، القلم ، النساء ) (6) . وقد تحدث القران الكريم عن النبي يونس في قوله تعالى : (( وان يونس لمن المرسلين . اذ اَبِقَ الى الفُلك المشحون ، فسَاهم فكان من المُدحضين ، فالتقمهُ الحوتُ وهو مُليم ، فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه الى يوم يُبعثون ، فنبذناه بالعراء وهو سقيم ، وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين ، وأرسلناه الى مائة ألف أو يزيدون فأمنوا فمتعناهم الى حين )). (7)

وهكذا فأن أهل نينوى لما عرفوا صدق النبي يونس عليه السلام ، وصدق دعوته ، خرجوا إلى تل مرتفع سُمي فيما بعد بتل التوبة وأعلنوا توبتهم ، إذ كانوا قوماً وثنيين ، وعادوا إلى مساكنهم مؤمنين موحدين (Cool . قال تعالى : (( فلولا كانت قريةٌ آمنت فَنفعها ايمانُها الا قومَ يُونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين ))(9).

ولقد اتجهت نحو الموصل مجاميع كبيرة من القبائل العربية قبل الإسلام وجاء ذلك ضمن سياق هجرات عرفتها الجزيرة العربية ، ابتدأت بهجرة الاكديين ، والاموريين ، والكلدانيين ، والآشوريين واستمرت حتى القرن الثامن عشر الميلادي ، حين هاجرت قبائل شمر إلى العراق وسوريا . وكان وراء هذه الهجرة عوامل عديدة يتعلق بعضها باشتداد المنازعات والخصومات القبلية في الجزيرة العربية ، في حين تعلق البعض الآخر بأن خصوبة منطقة الموصل والجزيرة الفراتية وكثرة مياهها وطيب مناخها ، دفع تلك القبائل الى أن تهجر مواطنها القاحلة في الجزيرة العربية وتتجه نحو الشام والعراق (10). ومن أبرز القبائل التي أستوطنت الموصل أياد ،وتغلب ، ونمر ، وشيبان وقضاعة (11) .

ان مما يوضح طبيعة الصلة بين الموصل والجزيرة العربية ، وجود بعض الروايات التاريخية ، التي تشير الى أن بعض الاحناف العرب الذين رفضوا عبادة الأصنام ، ولم يدخلوا في اليهودية والنصرانية ، قد أوصلتهم أسفارهم وهم يبحثون عن العقيدة الصحيحة الى الموصل . وكان من أبرز هؤلاء الأحناف زيد بن عمرو بن نفيل(12) . وقد ذكر المؤرخ والمفسر المعروف إبن كثير أن زيداً ذهب الى (( الشام يلتمس ، ويطلب من أهل الكتاب الاول ، دين إبراهيم ويسأل عنه ولم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها )) . (13)

أما البخاري فذكر في صحيحه أن زيداً بن عمرو بن نفيل لقي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي (14) وأن مما له صلة متينة بهذا ان الرسول صلى الله علبيه وسلم حينما وصل الى الطائف ، التقى بشخص هناك أسمه ( عداس ) وكان مسيحياً من أهل نينوى ، ,أورد ذلك المؤرخ والمفسر المعروف الطبري حينما ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما اضطره سفهاء الطائف للالتجاء الى أحد بساتينها للتخلص مما كان يتعرض له من الاذى ، جاءه عداس بطبق فيه عنب . (( فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده ، قال : بسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ، ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذا البلاد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن أهل أي البلاد أنت ياعداس وما دينك ؟ قال : نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ فقال له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أخي ، كان نبياً وأنا نبي ، فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه ، فلما رأى عتبة وشيبة إبنا ربيعة ما فعله عداس ، وكانا مشركين ، قالا له : ويلك ياعداس ، مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه .. قال يا سيدي ما في الارض خير من هذا ، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه الا نبي ، قالا له : ويحك ياعداس ، لايصرفنك عن دينك …))(15) .

كانت الموصل في الفترة التي سبقت ظهور الاسلام قد وقعت تحت الاحتلال الاجنبي : الاخميني والسلوقي والفرثي والساساني (16) وفقدت نينوى أثر سقوط الإمبراطورية الآشورية سنة 612 ق. م على يد الميديين والكلديين ، مكانتها السياسية وأفسحت المجال فيما بعد لظهور دولة الحضر العربية التي لم تكن في زمن الآشوريين سوى قرية صغيرة لكن بمرور الزمن أصبحت القرية مركزاً لتجمع القبائل العربية المتجمعة حول مياه الأمطار التي تنساب الى الحضر أو تسير تحت الارض في سرب لتظهر في البثوق التي تكثر في أطراف تلك القرية (17) . وبعد سنة 126 ق. م توسعت مدينة الحضر ، وازدادت أهميتها بتأثير عاملين أولهما : الدين وثانيهما العامل العسكري ، ومما يعزز هذا الرأي كثرة المعابد الموجودة في الحضر ، ومناعة أسوارها واستحكاماتها . وقد أشارت بعض المصادر إلى أن القبائل العربية كانت مستمرة في مقاومة النفوذ الاجنبي . أورد الطبري والمسعودي أخباراً تؤكد بأن لقبيلتي أياد وقضاعة ، دوراً مهماً في هذه المقاومة التي تقتصر على الجانب العسكري ، بل اتسعت لتأخذ شكل المعارضة لعقائد المحتلين (17) . وقد أشار أحد الباحثين الى أن العرب رفضوا الدخول في المجوسية وهي الديانة الرسمية للإمبراطورية الساسانية ، وفي الوقت نفسه امتنعوا عن تقبل المذهب الرسمي للإمبراطورية البيزنطية بخصوص طبيعة السيد المسيح ، وظلوا يعتمدون (( العربية لغة لكنيستهم المستقلة عن بيزنطة ))(18).

ثانياً: مرحلة ما بعد الإسلام

إزاء الارتباط التاريخي بين الموصل وبيئتها العربية ، لم يكن غريباً على القبائل العربية بعد ظهور الإسلام أن تظهر اهتماما بأوضاع أبناء العمومة في العراق والشام ، خاصة وأن الصلات التجارية بين الجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب كانت مستمرة ولذلك عندما بدأت الفتوحات لنشر الرسالة الإسلامية السمحاء ، كانت الموصل في مقدمة المناطق التي اتجه اليها المسلمون . وقد فتحت معركة القادسية ، التي حررت العراق من السيطرة الفارسية في حدود سنة 15 هـ / 636م ، الباب لتحرير الموصل من التسلط البيزنطي ، وأسرع القائد العربي ( عبدالله بن المعتم ) ،بإرسال رسل من قبائل تغلب ، وأياد ، الى الموصل قبل دخول القوات العسكرية اليها . ولم يجد المسلمون أية صعوبة في فتح الموصل صلحاً ، ومن أجل تأمين الأمن والنظام في المدينة ، عّين عبدالله بن المعتم ( ربعي بن الافكل العنزي ) على شؤون الحرب في المدينة ، وعهد الى ( عرفجة بن هرثمة ) بأمور جباية الخراج والشؤون المالية (19).

لقد سكنت الموصل في أعقاب الفتح ، قبائل عربية عديدة ، ويلاحظ الموصليون أن مدينتهم ما زالت منقسمة الى أحياء وميادين ومحلات ، وأن لسكان كل حي عادات وتقاليد متمايزة موروثة عن القبيلة التي ينتسبون إليها . كما أن لكل حي مسجداً وسوقاً ومقبرة خاصة يسمى بأسم المحلة . وكان في المدينة أبواب عديدة موزعة على أحيائها جرياً على عادات أجدادهم العرب عند تمصيرهم المدن والتوطن فيها ويعزى ذلك الى أن العرب يمقتون النظام المركزي ، فكانوا أينما حلوا تجمعوا قبائل وفرقاً منفصلة لكل قبيلة حيها ، ومنازلها ، ومسجدها ، وسوقها ومقبرتها . ومن القبائل التي سكنت الموصل بعد الفتح تغلب ، ونمر ، وأياد ، وقريش ، وبنو الحارث ، وبنو تميم ، وخزرج ، والشهوان ، وبنو ثقيف ، والمشاهدة ،و بنو هاشم المعروفون بالسادات ، وبنو عبادة ، والخواتنه ، والعزة ،و الزبيد ، والحياليين ،و البو نجمة ، والشقادحة ،و العكيدات (20).

ولنتساءل عن موقف نصارى الموصل من الفتح الاسلامي فنقول (( النصارى في الموصل استقبلوا العرب مثل محرريين )) ، و(( لقد فتحوا أبواب المدينة أمام العرب ، لكي ينجوا من طغيان البيزنطيين )) ،و يشير الاب جان موريس فييه الدومينيكي (( الى أن ( مارن عّمه ) ، وكان أسقفاً لنينوى ، قد أصبح جاثليقاً لكنيسة المشرق في نحو سنة 647م ، برغم كبر سنه ، بدعم أصدقاءه العرب اعترافا منهم بالخدمات التي قدمها لهم عند دخولهم الموصل خاصة في مجال تزويد الجيوش العربية بالمؤونة الضرورية )) . وينقل عن تاريخ ميخائيل السرياني قوله (( أن الرومان البيزنطيين نهبوا كنائسنا ، وأديرتنا ، وعاملونا بهمجية ودون شفقة ، فأرسل الله من الجنوب بني إسماعيل لينقذونا منهم … ومن قساوتهم ومن شرهم ، وغضبهم ، وحسدهم العاتي ، وإننا حصلنا على الراحة والسلام )) . ويضيف الى ذلك قوله : (( أن المسيحيين الذين اعتنقوا الاسلام إبان الفتح العربي لم يكونوا قد فعلوا ذلك نتيجة ضغط أو إكراه . فالعرب الفاتحين كانوا يمنحون أهل البلاد حرية الاختيار بين الاسلام أو دفع الجزية لقاء حمايتهم )) (21)

دخلت الموصل في حوزة الدولة العربية الاسلامية ، وقرر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( 13-23هـ / 634-640م) اتخاذها مركزاً للفتوح ومقراً لاجناد الدولة . وقد أسهمت القبائل العربية في الموصل ، خلال العهدين الراشدي والاموي ، في عمليات تحرير أذربيجان وأرمينيا خاصة بعد أن ازدادت أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية ، إثر اختيارها قاعدة إدارية لمنطقة ديار ربيعة التي شكلت الجزء الاكبر من ولاية الجزيرة (22).

ولم تبق الموصل أبان الحكم العباسي (123-656هـ/ 749-1258م) بعيدة عن التطورات السياسية التي شهدتها الدولة العربية الاسلامية ، فلقد قامت القبائل العربية ، بدور مهم في الحفاظ على الهوية العربية أزاء التحديات الاجنبية ، خاصة بعد أن أدخل العباسيون بعض الانظمة والتقاليد الغريبة عن العرب (23) . ولم يتوانى الموصليون عن أن ينفردوا في بعض الفترات التاريخية ليؤسسوا لهم كيانات سياسية عربية وتحقق هذا مرتين أولاهما : عندما أقام الحمدانيون دولة مستقلة لهم في الموصل وحلب بين سنتي 193- 381هـ / 905-991 م (24) . وثانيهما عندما أسس العقيليون دولة مستقلة في الموصل بين سنتي 380-489هـ / 990-1095م . ولم يكن ذلك بعيداً عن الدولة العباسية وإنما كان ذلك ضمن إطار سيادتها السياسية والروحية (25) . وخلال الفترة التي سبقت سقوط بغداد على يد المغول سنة 656هـ/ 1258م ، إزدهرت في الموصل الحركة العلمية والحضارية ونبغ فيها أدباء وعلماء وفلاسفة وأطباء ومفسرين وشعراء كان لهم دورهم الفاعل في بناء الحضارة العربية والاسلامية .(26).

لقد كانت الموصل في مقدمة الدول العربية الاسلامية التي تحسست خطر الصليبيين الذين بدأوا يهددون بيت المقدس منذ أن أعلن البابا أوربانوس الثاني سنة 1095 م ، الحرب ضد المسلمين ودعا الى تخليص بيت المقدس من أيديهم . ومما يسجل لولاة الموصل أنهم رفعوا لواء الجهاد وتزعمت الموصل حركة المقاومة ضد العدوان الصليبي منذ بدايته بحكم قربها من مسرح الاحداث وباعتبارها أهم إمارة في شمال العراق أصبحت قاعدة للحركات العسكرية ، ومن ابرز أمراء الموصل الذين قادوا حركة الجهاد أبو سعيد كربوغا ، وشرف الدين مودود ، وعماد الدين زنكي ، ونور الدين زنكي . وكانت مقارعة الموصل للصليبيين ممهدة للنجاح الحاسم الذي حققه صلاح الدين الايوبي حينما نجح في اقامة جبهة الموصل – دمشق – القاهرة واستطاع في معركة حطين من تحرير بيت المقدس سنة 583هـ / 1188م (27).

بعد سقوط بغداد بيد المغول ، حاولت الموصل أخذ زمام المبادرة وقيادة حركة المقاومة ضد الغزاة ، وقد عمل الملك الصالح بن السلطان بدر الدين لؤلؤ ، حاكم الموصل بعد وفاة ابيه ، على تنظيم جبهة عربية إسلامية تتألف من الموصل ودمشق والقاهرة تقف ضد المد المغولي ، لكن هولاكو ، القائد المغولي أسرع فجّهز جيشاً كبيراً بقيادة سنداغو لمحاصرة الموصل وكعادة المدينة عند مواجهتها للغزاة فقد صمدت بصبر وشجاعة واباء تدافع عن دينها وحريتها وعروبتها ، على الرغم من سقوطها سنة 660هـ /1260 م والخراب الذي لحق بها والتدهور العلمي والاقتصادي والاجتماعي. (28)

خلال العهد العثماني 1515 – 1918 تميزت الموصل ، بعد دخول العثمانيين سنة 1515 في أعقاب أنتصارهم على الفرس الصفويين في معركة جالديران سنة 1514 ، بقدرتها على الحفاظ على شخصيتها الحضارية وتأكد ذلك من خلال افساحها المجال للجليليين وهم أسرة عربية أصلها من حصنكيفا بديار بكر قدمت مجهودات عسكرية كبيرة للدولة العثمانية ، لكي ينفردوا بحكم الموصل أكثر من مائة سنة أمتدت بين 1726 و 1834 وكذلك في صمودها أمام جيوش نادرشاه الفارسي الذي حاصر المدينة أربعين يوماً ابتدأت في اليوم الرابع عشر من أيلول سنة 1743 . وقد فشل نادرشاه فشلاً ذريعاً وانسحب من أمام أسوارها على الرغم من أنه حشد جيشاً قوامه ربع مليون رجل . وقد ذكر المؤرخ روبرت اولسون الذي درس الحصار وقدم عنه أطروحة للدكتوراه في جامعة برنستون الامريكية (( بأن القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين ، لم يشهدا حصار أية مدينة بمثل تلك القوة ، اللهم الا اذا استثنينا حصار نابليون لمدينة موسكو بـ (400) ألف رجل )) (29).

في أيام الحصار تجلت الطبيعة العربية –الاسلامية للموصل ، كما تمثلت الروح الوطنية لسكانها المسلمين والمسيحيين بأجمل صورها ففي رسالة الحاج حسين باشا الجليلي التي كتبها مفتي الموصل السيد يحيى أفندي الفخري ، ورد فيها على رسالة نادرشاه ما يؤكد إعتصام المدينة بالله الواحد الاحد (( فمن لاذ بكهف كفايته كفاه وحماه … فلا تغرنكم الحياه الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور .. بلدتنا بحمد الله حصينة … أسيافنا صقيلة وسطوتنا ثقيلة وحلومنا رزينة وقلوبنا كالحديد متينة وبلدتنا بحمد الله حصينة .. فلا سمعاً لكم ولا طاعة وأهلاً بالسعادة والشهادة هذه الساعة )) (30).

وعندما أقدم محمد علي باشا والي مصر (1805-1842) على إقامة دولة عربية قومية قوية تتخذ من مصر قاعدة لها وتحركت جيوش أبنه ابراهيم لتسيطر على السودان والجزيرة العربية والخليج العربي والشام أخذت الموصل تتابع تلك النشاطات ، وجرى تعاون بين يحيى باشا الجليلي وصفوك شيخ عشائر شمر الجربا لمد العون للقوات المصرية . وكان يحيى باشا قد سيطر على الموصل بعد الانتفاضة التي قام بها ضد الوالي العثماني في بغداد على رضا باشا االلاز، وذلك بسبب دعم شيخ عشائر شمر له وللمدينة . وقد أعلن يحيى باشا الجليلي بعد استيلاءه على الموصل بمساعدة أهاليها ، أنه (( عاد الى الموصل وسوف يحكمها بأمر من دولة إبراهيم باشا لا بأمر من الدولة العثمانية )) (31). لكن الوالي العثماني تمكن من الاطاحة بحكم يحيى باشا الجليلي واعادة الموصل الى الحكم المباشر سنة 1834 ولم تمض سوى بضع سنوات حتى شهدت الموصل انتفاضة عربية عارمة سنة 1839 . وقد شملت الثورة أنحاء الموصل كافة ، وشارك فيها عدد من علماء الدين والاعيان وكان قادة الانتفاضة على صلة بأحد ضباط الجيش المصري في بلاد الشام واتضح ذلك من خلال رسالة مؤرخة في 12 آب 1839 جاء فيها أن والي بغداد علي رضا باشا أخمد الثورة وقتل من أعيان الموصل (( إثنان وسبعون شخصاً وسير من العلماء سبعة الى نواحي البصرة من دون ذنب سوى أنهم كاتبوا أفندينا أبراهيم باشا )) (32) . ويشير الدكتور عماد عبد السلام رؤوف استناداً الى وثيقة مهمة عثر عليها تتحدث عن الانتفاضة تلك الى أن عبد الكريم سبتي بن محسن من قبيلة الخزاعل ، وكان يسكن في محلة المكاوي في الموصل هو من أبرز قادة الانتفاضة . وكانت محلات الموصل مثل الميدان ، ورأس الكور ، والمكاوي ، وإمام ابراهيم ، هي الجزء الاكثر كثافة وأهمية في المدينة في القرن التاسع عشر ، اذ أنها تقع في منطقة قريبة من شاطئ دجلة ، وتصلها الامدادات بسرعة فضلاً عن أرتفاعها عن باقي أجزاء المدينة وفيها طرق ضيقة ( عوجات ) وكان يشارك عبد الكريم سبتي عدد من الزعامات مثل رجال من آل النوح ورؤساء عشائر من المحلات نفسها ومنهم الشهوان والبو حمدان (33).

أضطرت السلطات العثمانية الى أسناد ولاية الموصل الى شخصية موصلية هو ( محمد سعيد آل ياسين ) وذلك بعد أن أدركت رغبة الاهالي في أن يكون حاكمهم من بينهم ولكن مجئ السلطان محمود الثاني 1808-1839 وانتهاجه سياسة إعادة الحكم العثماني المباشر الى الولايات العثمانية أدى الى تعيين محمد اينجه بيرقدار والياً على الموصل وخلال عهده وعهد مدحت باشا والي بغداد 1869- 1872 شهدت الولايات العثمانية حركة اصلاحية لتحديث مؤسسات الدولة . وقد استمر الوضع حتى حدوث الانقلاب العثماني في 23 تموز 1908 ومع أن السلطان عبد الحميد الثاني 1876- 1909 أستجاب لمطالب الثوار من جماعة الاتحاد والترقي فاعاد العمل بدستور 1876 ، الا أنهم سرعان ما خلعوه سنة 1909 ولم يلق الانقلاب في الموصل صدى واسعاً لان سكان الموصل كانوا يكنون لعبد الحميد الولاء بإعتباره يمثل آنذاك خليفة المسلمين ورائد الجامعة الاسلامية وقد شهدت مساجد وجوامع الموصل اجتماعات كبيرة بكى فيها الناس عبد الحميد وعدوا سقوطه انهياراً لأحد أعمدة الحكم الاسلامي (34).

لقد نشط الاتحاديون وكانوا على صلة بالمنظمات الماسونية الاوربية في الدعاية لمبادئهم في الحرية والعدالة والمساواة ، لكن أهل الموصل مالوا الى تشكيل جمعيات مناوئة لجمعية الاتحاد والترقي ، فتأسست جمعية الاخاء العربي العثماني . وحين بدأ الاتحاديون يدعون الى الطورانية والتتريك ، سعى الموصليون الى الالتفاف حول تنظيمات الاحزاب المعارضة كالحزب الحر المعتدل وحزب الحرية والائتلاف الذين كان لهما فروع في الموصل ، لكن هذين الحزبين فشلا في خلق تيار سياسي عربي قومي الامر الذي أضطر الموصليين الى التفكير في العمل السري ضمن تنظيمات قومية عربية أهمها جمعية العهد وجمعية العلم السريتين في الموصل (35).

جاءت الحرب العالمية الاولى لتعرقل النمو العربي القومي خاصة بعد أن دخل الشريف حسين ، شريف مكة في مساومات مع البريطانيين للثورة ضد العثمانيين . وعندما أصبحت الموصل سنة 1913 على أثر تنسيق الجيوش العثمانية بعد حرب البلقان وتشكيل الفيالق ، مقراً للفيلق الثاني عشر الذي كان بقيادة أمير اللواء أسعد باشا الدرزي وهو سوري ورئيس أركانه المقدم ياسين الهاشمي وهو عراقي ، أخذ عدد من الضباط الموصليين ومنهم عبدالله الدليمي ومحمد شريف الفاروقي العمري وعلي جودت الايوبي وبالتعاون مع زملائهم من بغداد ودمشق بالعمل على إنشاء فرع لجمعية العهد العسكرية السرية التي تأسست في استانبول العاصمة العثمانية سنة 1913 . وقد قام هذا الفرع بنشاط ملحوظ ضد السلطات العثمانية . وتأسست في الموصل جمعية العلم خلال هذه الفترة 1914 ضمت عدداً من الشباب المتحمسين من التيارين القومي والديني أمثال محمد رؤوف الغلامي ومكي الشربتي وعبد المجيد شوقي البكري ، وصار للجمعية عدد من المؤيدين ومعظمهم من علماء الدين أمثال محمد طاهر الفخري ومحمد سعيد الغلامي . وقد أتسع نشاط الجمعية اتساعاً كبيراً خلال الحرب العالمية الاولى ( 1914-1918 ) ، فكانت تبث الروح الوطنية والقومية (36).

استفادت بريطانيا من ظروف الحرب العالمية الاولى فاقدمت على احتلال الموصل سنة 1918 بعد احتلالها للبصرة 1914 وبغداد 1917 . وقد نشأ عن احتلال البريطانيين للموصل وضع جديد اذ ظهرت المقاومة بجانبيها العسكري والسلمي ، فعلى الصعيد السلمي أو السياسي قامت كل من جمعيتي العلم والعهد العراقي بالكثير من الفعاليات المضادة للمحتلين ولم يمض وقت طويل على بدء الاحتلال حتى انتسب الى هاتين الجمعيتين جمع غفير من وجوه الموصل وعلمائها وتجارها ومثقفيها ورؤساء عشائرها كما أسهم الموصليون في المؤتمر العراقي بدمشق الذي عقد في 8 آذار 1920 وفيه قرر الموصليون مع إخوانهم من أبناء المدن الاخرى اعلان استقلال العراق وإتحاده مع سوريا سياسياً واقتصادياً . وانفرد فرع جمعية العهد في الموصل برفض الفقرة التي وردت في برنامج الجمعية والداعية الى التعاون مع بريطانيا(37) .

أما على الصعيد العسكري فقد حدثت في تلعفر يوم 4 حزيران 1920 مقاومة عارمة للمحتلين الانكليز كانت مقدمة لثورة شملت العراق كله وهي ثورة 1920 الكبرى . وقد رفع الموصليون ، ولاول مرة في تاريخ العراق ، العلم العربي بعد سيطرتهم على قلعة تلعفر ، حين أدركت السلطات البريطانية نية الثوار مهاجمة الموصل أرسلت قوات عسكرية كبيرة لاخماد الحركة فتم لها ما أرادت ومع هذا فقد كان لحركة تلعفر أثر في التغيير الذي حدث في السياسة البريطانية إذ نشر البريطانيون في بغداد بتاريخ 17 حزيران سنة 1920 بياناً جاء فيه ما يؤكد رغبة الحكومة البريطانية في جعل العراق دولة مستقلة . وتقرر إعادة السر بيرسي كوكس لتنفيذ هذه المهمة . كما أسهمت حركة تلعفر في تقوية إعتقاد العراقيين في الوسط والجنوب بأن الوضع العسكري البريطاني كان ضعيفاً ، وأن البريطانيين لن يستطيعوا الثبات طويلاً ، وكان ذلك من العوامل المؤدية الى نشوب الثورة الكبرى سنة 1920 بنطاقها الواسع وأهدافها الواضحة (38).

كان وطنيو الموصل على اتصال وثيق بالحركة الوطنية في بغداد ، وممن أبرز التنظيمات التي قامت بدور كبير في الدعوة الى استقلال العراق والمحافظة على وحدته ، حزب الاستقلال الذي تأسس في الموصل في الفاتح من أيلول سنة 1924 . وقد قام هذا الحزب بالتعاون مع جمعية الدفاع الوطني الموصلية التي تشكلت في 25 كانون الثاني 1925 بدور مهم في رفض المطالب التركية بإعتبار الموصل جزءاً من الدولة التركية وهو ما عرف بمشكلة الموصل . وقد ظهرت هذه المشكلة عندما طالب الاتراك بولاية الموصل باعتبار أن القوات البريطانية دخلت اليها واحتلتها بعد عقد الهدنة ، لكن الاتجاه الوطني العراقي الذي ساد الموصل كان من العوامل الرئيسية في تسهيل أمر صيرورة ولاية الموصل جزءاً لا يتجزأ من الدولة العراقية (39).

كان حزب الاستقلال في الموصل أول حزب يتطرق الى الوحدة العربية . فقد جاء في نظامه السياسي (( أنه يعمل من أجل تنشيط حركة الوحدة العربية بقدر ما تسمح به طبيعة العراق السياسية ومنافعه الخاصة )) . وقد كانت تلك الظاهرة جديدة لم تبرز في منهاج أي حزب سبق هذا أو تلاه في تلك الفترة الزمنية ، ويبدو أن ذلك يرجع الى أن أعضاء ومؤسسي حزب الاستقلال في الموصل هم من العهدين السابقين . وقد ضمت الهيئة الادارية لحزب الاستقلال شخصيات موصلية عرفت باتجاها العروبي امثال سعيد الحاج ثابت ومكي الشربتي وشريف الصابونجي . وقد أصدر حزب الاستقلال جريدة العهد لتكون لسان حاله . وظهر العدد الاول في 20 كانون الثاني 1925 . وبعد إنتهاء مشكلة الموصل وصدور قرار عصبة الامم بتأكيد ارتباط الموصل بالدولة العراقية الحديثة سنة 1926 ورد مطالب تركيا ، أخذ الحزب يتلاشى ليفسح المجال لاحزاب أخرى تتطلبها ظروف العراق (40) .

في الثلاثينات من القرن العشرين ظهرت تنظيمات قومية عربية في الموصل منها على سبيل المثال نادي الجزيرة الذي تأسس في آذار سنة 1936 بهدف نشر الفكر القومي العربي وتنميته بين الشباب ومن مؤسسيه عبد الجبار الجومرد ونجم الدين جميران ونوئيل رسام وبشير حديد . وسرعان ما ظهرت أحزاب قومية كان لها فروع في الموصل ومنها حركة القوميين العرب التي تشكلت في أعقاب هزيمة 1948 . وفي سنة 1951 ظهرت هذه الحركة وأصدرت نشرة بأسم الثأر واهتمت بالنضال السياسي الذي يهدف الى التخلص من الصهيونية وخلق دولة عربية موحدة (41).

لقد ظلت الصبغة العربية الاسلامية تطبع العمل السياسي في الموصل وظهر ذلك واضحاً في كل الاحداث السياسية التي شهدتها الموصل وخاصة في السنوات 1952 و1959 وقد لا يتسع المجال في هذا الحيز المقتضب لمتابعة التعاون الذي حدث بين التيارين الديني والاسلامي والقومي العربي في الموصل ابان العهد الملكي أو ما بعد ثورة 14 تموز 1958 ويكفي أن نشير الى تضافر جهود رواد العمل السياسي في كثير من التظاهرات التي شهدتها الموصل انتصاراً لنضال شعبنا المجاهد في فلسطين ولعل من أبرز ميادين هذا النشاط فرع الحزب العربي القومي الذي أسسه عدد من الشباب العربي في بيروت منذ أواخر الثلاثينات وكان عبد الرحمن محمود الارحيم وحازم المفتي وإبراهيم وصفي من قادته وقد قام بدور وطني فاعل خلال ثورة مايس 1941 في العراق (42).

أما المحطة الاخرى التي شهدت تعاون التيارين الديني الاسلامي والقومي العربي فقد كانت خلال ثورة الموصل سنة 1959 حينما تعرضت هوية الموصل العربية الاسلامية للخطر وكان من قادة ( التجمع القومي الديني ) غانم حمودات وهاشم عبد السلام وسعد الله الحسيني وعبد الباري الطالب وفخري الخيرو (43).

خاتمة :

إن لموقع الموصل الجغرافي ، ولآرثها الحضاري ، ولتركيبتها السكانية ، أثر كبير في توجهاتها السياسية والفكرية والاجتماعية . وكما سبق أن قدمنا ، فأن الموصل تمثل نقطة إحتكاك وتفاعل دائم بين أقاليم طبيعية أربعة مهمة ، فهي من ناحية منطقة إنتقال من الصحراء المنبسطة الجافة الى الجبال الممطرة وماوراءها ، وهي من ناحية أخرى منطقة التقاء بين إقليم الجزيرة وبين السهل الرسوبي أو سواد العراق .. ولاشك في أن لكل من هذه الاقاليم الطبيعية تأثيره الخاص المتميز في تشكيل الحياة السياسية والحضارية والاجتماعية ، مما منحها بتوالي العصور شخصية مميزة ظاهرة القسمات (44).

تميز المجتمع الموصلي ، ولا يزال ، بتعدد وتنوع قومياته وأديانه ، وعاشت عناصره منذ عصور بعيدة متجاورة مشتركة ، وفي أجواء غلب عليها طابع التعاون والتسامح والمودة ، بحيث بدا السكان الموصليين وكأنهم ينتمون الى عنصر واحد . فمن الناحية الاثنية ضمت الموصل العرب والاكراد والتركمان والشبك . أما من الناحية الدينية ، فضمت المسلمين والمسيحيين واليزيدية ويمثل المسلمون الاغلبية العظمى كما يمثل العرب الاكثرية الساحقة (45). ومما عرفه الموصليون أن مدينتهم محاطة بقرى مسيحية ، وهذا أمر جعلهم يتمسكون بعقيدتهم الاسلامية ويعتزون بها من أجل تطبيق مبادئها السمحة وفي مقدمتها إحترام من يجدون بأنهم أقرب اليهم مودة . وفي الوقت نفسه لا ينكرون بأن إخوانهم الاكراد يعيشون في المنطقة الجبلية التي تمتد الى الشمال والشرق من مدينتهم وهذا عزز توجههم القومي مع إحترامهم لتوجه إخوانهم الاكراد القومي . ولعل من الحقائق التي تم إثباتها تاريخياً ، أن التيار القومي العربي في الموصل سار جنباً الى جنب مع التيار القومي الكردي ، فكلاهما تدرج خلال ظهورهما وخاصة في السنوات 1908-1914 من اتجاهات ثقافية الى أخرى سياسية ، ومن تطلعات أقليمية محدودة في الاطار العثماني الى أفاق أوسع (46). كما لم يكن هناك منذ أواخر القرن التاسع عشر أي تقاطع أو تضاد بين التيارين . وفي الوقت نفسه أكدنا من خلال الصفحات السابقة ،أن الطبيعة الدينية الاسلامية للموصل لم تكن في أي يوم من الايام متعارضة مع الطبيعة القومية العربية ، فضلاً عن أن المحدد الديني Religin Determine كان له دور كبير في تحديد التكوين الاجتماعي والثقافي للموصل ويرجع ذلك الى أن سكان الموصل على إختلاف أديانهم هم على جانب عظيم من التدين والورع ، ويؤيد ذلك هذا العدد الكبير من المساجد والجوامع والاديرة والكنائس والمراقد التي تحتضنها الموصل . وقد أعطى هذا التنوع الموصل ميزة جعلها تنفرد بها عن باقي المدن العراقية ، مما كان له الاثر الكبير في شخصية وسلوك الفرد الموصلي ، لذلك ليس غريباً اليوم أن نلمح الرغبة الجامحة بين أبناء الموصل للعمل سوية في مثل هذه الظروف الصعبة من أجل بناء وطن واحد يتمتع فيه الجميع بالالفة والمحبة والعدالة . خاصة وأن التاريخ لم يسجل ، خلال مختلف عصوره ، حدوث أي شئ من الكدر وعدم الانسجام بين السكان فلقد حافظت الموصل دوماً على وحدتها ، وانسجامها ، وتضامنها الاجتماعي (47).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saadhamdy.yoo7.com
 
وثائق وأصول مدن !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات محبى سيناء :: التاريخ والحضاره القديمه والتراث :: الوثائق والبحوث التاريخيه-
انتقل الى: