هى فوضى …وشعب مريض .

هى فوضى ؟؟اه والله فوضى جدااا ، فكرت ادخل سينما زى البشر الطبيعيين يعنى ، وكحال كل المصريين انقسمت واصدقائى بين عدة فرق وصلت الحمد لله لفريقين ، واخترت هى فوضى مع اخرين ، وطبعا سمعت كلمتين لطاف وانى منحرفة ولا تعجبنى سوى الافلام شاكلة عمارة يعقوبيان وهى فوضى ….

المهم

الفيلم بصراحة شديدة رائع ويكشف عاهات المجتمع المريض الذى نعيش فيه ولا شك اننا جزء من مرضه ،حتى الصور الخارجة والتى لا اعجب بها كانت موظفة جدااا وتكشف عن الازدواجية والمرض الذى نعانى منه


حاتم : الضابط الذى يستمتع بتعذيب المساجين ويتحول لحمل وديع مع من يحب يحاول استعطافها حينا وتهديدها حينا ويلجأ لشيخ مرة ولقس مرة ليصنعا له حجابا يحنن قلب محبوبته الرافضة ، حتى اذا مانفذ صبره قام باغتصابها!!!، وكان كلما فشل او تعرض لاهانة ما يصب جام غضيه على المساجين والمحتجزين ، وكشف الفيلم بصراحة عن حجرة التعذيب بل وجاء به مشاهد صريحة للتعذيب
ابدع جو فى تصوير الجانب النفسى من شخصية حاتم ، ربما لتناسبها مع رؤيتى الشخصية ـ بأن هؤلاء ما هم الا مرضى نفسيين وهم نتاج لمجتمع مريض ، فلم يولد اى منهم شيطان او بيده كورباج ، فما كان سوى نتاج اسرة مفككة وعائلة اكلت حقه ومواطنين يمجدونه لمجرد شارة يعلقها ….


نور : بنت عادية الى حد كبير ، جسدت شخصية الفتاة المصرية التى تحب فى صمت وتحاول الحفاظ على كرامتها ، مع تمتعها ببعض الثقة بالنفس ، قاومت حاتم هذا كثيراا حتى افقدها وعيها وقام باغتصابها وهرب

اشرف او شريف وكيل النيابة وخطيب نور لحظة اغتصابها اعجبنى موقفه وان اتسم بالبعد عن الواقع الى حد كبير فقد تمسك بفتاته وحاول كثيرا حتى استطاع فى النهاية الوصول لمرتكبى جريمة الاغتصاب ، وكان نصيبه رصاصة من مسدس حاتم قبل رصاصة فى صدره

مشهد النهاية وثورة الناس ضد حاتم رائع لكنه مثالى وغير واقعى الى حد كبير ، فكم حاتم فى حياتنا ومع ذلك لم نثر ولم نحاصر قسما او نطالب برحيل جزار كحاتم ، الرمزية لعبت دورا رااائعا ، فحاتم والمأمور والشلة التى تحميه هم رمز للفساد الذى تحميه المصالح ، الفتاة التى اغتصبت والمعتقلين المعذبين هم مثال لوطن يغتصب ويعذب كل من فيه ، والصور الواقعية للمظاهرات والبشر العاديين فى مناسباتهم اضفت الكثير من الواقعية على الفيلم

يبقى القول ان القصة متميزة جداا رغم عدم التفات احد للمؤلف والاشادة بيوسف شاهين بوصفه مخرج عالمى ، وهو ما اراه ظلما للكاتب .

***************************

الممثلين الحقيقيين هم الناس ( المشاهدين ) فعدد لا بأس به اثق انه دخل الفيلم لمجرد عرض بعض مشاهد عارية فى الاعلان الخاص بالفيلم ـ، وهو ما بدا واضحا جداا فى التصفيق وطلبات اعادة المشهد فى بداية الفيلم الذى يصور حاتم وهو يختلس النظر لنور وهى تستحم ، ومشهد اخر تبدو فيه سيقان فتاة تكشف عنها ولا تغطيها جيب قصير …..

المرض النفسى الذى نعانى منه نحن كشعب حقا ، ان هؤلاء الذين هللوا للاجساد العارية هم انفسهم من هللوا عند ثورة الموااطنين ضد حاتم وتمكنهم من الامساك به

، ونفس الذين استهجنوا مشهد الاغتصاب هم انفسهم من حاولوا الاحتكاك بالفتيات فى الشارع او حتى عند الدخول والخروج ،

وبدا المرض الذى نعانيه شفانا الله وعفانا فى شكل ارضية السينما عند الخروج اذ كانت اشبه بصالة ذات ارضية من قشر اللب واكياس الشيبسى ثم مطالبةالناس بتحسين مصر وتطويرها لتصبح فى نظافة الدول الاوروبية !!

وكان حادثا وقع بالمترو كاشفا هو الاخر ، فالكل يفتى البعض يقول ان المترو انقلب واخرين ان ركاب العربتين الاولتين قد ماتوا ، واخر ان قطاران اصطدما ببعضهما البعض ….كل هذا وهؤلاء لم يدخلوا اصلاا لمحطة المترو ،

والامر ببساطة ان المترو اصطدم بحاجز الوقوف واصيب عدد من المواطنين وتسبب فى هدم جزء من الجدار

واكتشفت انى مريضة انا الاخرى ففى حين اقرأ اوراقا عن الثورة والمقاومة استمع لاغانى وكأن الامر مبهج ويبعث على السرور

والان يمكننى ان اقول بكل قوة
ااااااااااااه هى فوضـــــــــــــــــــــــى