عصام محمد محمود
المقدمة
الإعلام المسلم الحاضر اسمًا الغائب روحًا وعملاً, لا أكاد أجده في بحثي المتواصل عنه, حقيقة لا أعلم هل مازلنا نعتبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من الجوانب الهامشية في بناء الثقافة الإسلامية النقية إقليميًا ودوليًا.. أم أننا لا نمتلك مقومات تكوين وبناء أسس إعلامية قوية تجابه الإعلام الغربي المقبوض عليه تحت مظلة اللوبي الصهيوني؟ أين مواطن الخلل؟ هل نفتقر إلى الكيفية؟ الإجابة بالطبع لا. هل نفتقر إلى الإمكانية؟ الإجابة لا وألف لا.. فلدينا أسماء مسجلة في قائمة التعداد المالي العالمي أصحاب الأرقام المالية التي أعجز أنا عن قراءتها..إذن هي العقول.. لا أعتقد أن تركيبة ومخ عجول الغرب الكافرة... تختلف عن تركيبة ومخ أبناء الشرق المسلمة.. فكلنا من صنع خالق واحد حكيم لا إله غيره.. وإن تفاوتت المفاهيم والأفكار فهذه ليست قضيتنا الآن.
إننا نملك ولله الحمد كل المقومات, بل إننا نتفوق على أبناء عجول الغرب بميزات وهبها البارئ عز وجل لنا كأمة مسلمة موحدة, وهي معايير منهجية..مبنية على دستور أخلاقي رفيع نتاجه في الأخير تقويم المجتمعات الفاسدة أو الكافرة.. ابتداء من الفرد إلى الحاكم. إضافة إلى هدف سامٍ وعظيم, يعمق الفارق بيننا وبين أبناء عجول الغرب.. وهي كلمة التوحيد, الملزمة لكل فرد مسلم قادر عاقل, أن يبلغها.
فعلاً أمر محير.. نمتلك كل هذه المقومات ولا نستفيد منها في بناء إعلام إسلامي قوي صداه, عظيم نفعه!! يرد على هجمات الغرب المتلاحقة لأمة المليار مسلم.
الأمل:
لكني أتمنى كما يتمنى غيري من إخواني المسلمين القاطنين في شتى بقاع العالم أن تكون بذرة المبادرة من بلد الحرمين, بأن يبادر علماؤنا بتكوين جلسة طارئة أو دعوة لعقد مؤتمر إسلامي لتبني إعلام إسلامي بمختلف وسائله وطرقه, وبجهود موحدة, ووضع توصيات عملية فعالة لتكوين إعلام هادف يكون سلاحًا في يدي المسلمين حتى يكون لهم السبق الدائم في نشر مفاهيمنا ودعوتنا التي كلفنا بها خالقنا العظيم.
التوصيات:
1- إنشاء صندوق (كحساب في أحد البنوك الإسلامية) تقبل فيه التبرعات من جميع العالم الإسلامي عامة, ومن دول الخليج خاصة تحت إشراف مباشر من هيئة كبار العلماء بشعار (انصر نبيك وساهم في نشر دعوته), وأعتقد جازمًا أن هذه الوقت أنسب وقت لجمع التبرعات كون النفوس حاليًا متحفزة ومهيأة للبحث عن الوسائل العملية والعقلانية لصد ودرء تلك الهجمات الإعلامية, وفي نفس الوقت نشر الرسالة المحمدية.
2- تعيين لجنة من الثقات للاتصال بالجهات المعنية أصحاب الاختصاص الإعلامي سواء بالجامعات الشرعية, والشركات, أو المؤسسات الإعلامية, لاستقطاب المؤهلين من أصحاب الفكر الإعلامي الشرعي للاستعانة بهم لبناء الأسس الإعلامية والطرق الفعالة له, سواء بإنشاء قنوات إسلامية بمختلف اللغات, أو حجز مواقع في القنوات المحلية المرئية في دول الغرب, أو حجز صفحات في مجلاتهم وصحفهم شهريًا, لنشر مفاهيم الدين الإسلامي, وسيرة النبي الكريم.
3- الاستعانة بملاك شركات الصوتيات والمرئيات لبناء المواد الفيلمية والإنتاجية عن سيرة النبي الكريم وحياته, ومنهج رسالته السامية تمهيدًا لبثها وبشكل متواصل على مدار السنة.
4- تكوين رقابة من هيئة مجلس العلماء على المواد الفيلمية التي قد يتبرع بها الكثيرون من مصممي البرامج الإسلامية قبل عرضها لتحقيقها وإجازتها من النواحي الشرعية, وكذلك لما يتم نشره في مجلات وصحف الغرب.
5- رفع التوصيات التي ينتهي إليها المجلس إلى ولاة الأمر لتعميمها أيضًا على جميع السفارات التابعة لها في دول الغرب, تصوروا لو أن كل سفارة عربية تولي القسم الإعلامي لديها هذه المهمة, كيف سيكون المردود؟ بشرط أن تكون المادة الإعلامية المقترح نشرها مجازة من قبل المجلس.
دعوة على مستوى الفرد منا:
1- الإكثار من إنشاء المواقع الإسلامية الدعوية بلغات العالم, كلٌ حسب استطاعته وإجادته للغة غير العربية. توضح فيها حياة ومنهج السيرة المحمدية العطرة, كتابة, ومواد فيلمية عن محاضرات باللغات المختلفة يتم تحميلها عبر موقعك.. إلخ..(مواقع وليس منتديات)
2- نشر موقعك عبر الوسائل الإعلامية المختلفة, سواء في الصحف الأجنبية, أو عبر الإيميلات الأجنبية, وهذه الآن سهلة تتم بواسطة إسكربتات تقوم بإرسال مليون إيميل خلال أقل من الساعة وحسب قوة الاتصال. أما عن طريقة إنشاء هذه المواقع..فهو أمر سهل جدًا من خلال تجربتي التي يتم حاليًا الإعداد لها.
3- وضع أكثر من صندوق بريدي في موقعك لكي يتم الرد على استفسارات الزائرين والباحثين عن الحق.
4- إذا كنت لا ترغب في إنشاء مواقع على الإنترنت لكونك لا تتقن هذا العمل أو اللغة الأجنبية, فبادر بالاهتمام بطباعة الكتيبات الخاصة بالسيرة النبوية باللغات المختلفة, أو المساهمة في إعادة طباعتها وهي متوفرة لدى الندوة العالمية للشباب الإسلامي أو المؤسسات التي تهتم بالجاليات غير العربية كل حسب اجتهاده واتصاله, المهم أن تساهم بقدر استطاعتك.
وختامًا أدرك جيدًا أني لم آتٍ بجديد, ولكني مؤمن أنه لا عذر لنا أمام الله إن لم نتحرك.